جمهور أرسنال العربي ... حالة خاصة جداً

اعتدنا أن نرى الجماهير قليلة الصبر غير مؤمنة بالمستقبل البعيد ، فهي تريد أن ترى فريقها متوجاً باللقب لا غير كي تتباهى به أمام نفسها لاختيارها له من جهة، وأمام المشجعين الأخرين بالتفوق من جهة أخرى ، لكن جمهوراً واحداً لفت انتباهي بشكل مختلف عن الجماهير الأخرى وهو بكل تأكيد جمهور أرسنال في عالمنا العربي.

أشجع اليوفنتوس منذ عرفت كرة القدم وأتابعه يومياً ومع سقوط الكالتشيو بولي امتاز الجمهور الحقيقي من الوهمي ، فبقي هناك العشاق الحقيقيون وانفض عاشقو الانتصار لا عاشقو الأندية من حول السيدة العجوز ، ولكن ورغم بقاء الأوفياء إلا أن الجماهير عصبية تطالب بإقالة المدرب وبيع اللاعبين مع كل فشل أو كل موسم غير جيد.

نقلت مشاعر اليوفنتوس ليس لتميز جمهوره عن الأخرين بالتصرف لكن لمعرفتي التامة به ، وما يفعله ذلك الجمهور يفعله جمهور ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد وبايرن ميونخ والجميع ، فما بيع مورينتيس ورونالدينيو وروي كين وجيوفاني إيلبر إلا صورة من صور الجماهير المتعطشة للألقاب دوماً والمستعدة للتضحية بكل شيء في النادي من أجلها ، وهي ليست بحالة خاطئة ولا صحيحة فالموضوع عبارة عن اعتقاد ونهج يؤمنون به.

أما جماهير أرسنال في عالمنا العربي فقد صدمتني بعد الخسارة مع برشلونة ، فهي وإن لم يسدد فريقها أي كرة لم تقم بوصف اللاعبين بالفاشلين وغير الصالحين لقميص أرسنال ، بل تحدثوا بإيجابية وأن الفريق كان متأهلاً لمدة أكثر من ساعة وأن المستقبل لهم بفضل الشباب وأن التركيز يجب أن يكون على كأس الاتحاد والدوري في انجلترا.

ثم جاء الخروج من كأس الاتحاد فلم أجد من يصف لاعباً معيناً بالفشل ، بل كان الحديث العملي عما ينقص أرسنال ، فراسلني كثيرون منهم وأخبروني عن اقتناعهم بما تم كتابته في موقع أبو ظبي الرياضي عن الحاجة إلى قائد مثل باتريك فييرا والحاجة إلى مدافع من طينة الكبار ولم يتحدث أحد عن إقالة فنغر ولا حتى عن بيع أي لاعب من دون المستوى فالموضوع لديهم أرسنال وليس أفراده.

أمر أخر يعجبني بهذا الجمهور بالإضافة إلى حبه للفريق كجماعة وليس كأفراد ، هذا الأمر هو أنه ليس بالجمهور الذي ينكر من انتقل منه ويصفه بأقبح الأوصاف كالخائن أو الفاشل مثلما تفعل معظم الجماهير الأخرى ، فهو مخلص حتى اللحظة لهنري وحزين على هليب بل إن غالاس يلعب في العدو اللدود توتنهام ولا أرى هجوماً دائماً عليه.

حالة جماهير أرسنال من الإيجابية والعملية والتركيز على المستقبل هي حالة فريدة ، ولا أعرف إن كان لأرسنال التأثير عليهم فهو يملك كثيراً من الصفات التي ذكرناها وكأنه مصدر كل ما ذكرنا ... هي تحية خاصة لهذه الجماهير الخاصة في عالمنا العربي

مقالات محمد عواد