حقوق الانسان كما وردت في حجة الوداع

حجة الوداع:

« ياايها الناس أتدرون في أي شهر انتم وفي أي يوم انتم وفي أي بلد انتم قالوا: في يوم الحرام وشهر حرام وبلد حرام قال :فان دماءكم وأولادكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه اسمعوا مني تعيشوا ألا تظلموا,ألا تظلموا انه لا يحل مال امرئ ألا بطيب نفس منه ألا وان كل دم ومال ومأثرة كانت في الجاهلية تحت قدم هذه إلى يوم القيامة وان أول دم يوضع هو دم ربيع بن الحرث كان مسترضعا في بني ليث فقتله هديل ألا و إن كل ربا كان في الجاهلية موضوع وان الله عز وجل قضى ان اول ربا يوضع هو ربا العباس بن عبد المطلب لكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون الا وان الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق الله السموات والأرض ثم قرأ "إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والارض منها اربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم " ألا ترجعوا بعدي كفارا يضرب رقاب بعض ألا إن الشيطان قد ايس أن يعبده المصلون لكنه في التحريش بينكم فاتقوا الله عز وجل في النساء فإنهن عندكم عوان لا يملكون لأنفسهن شيئا وأنهن عليكم ولكم عليهن حقا أن لا يطأن فراشكم أحدا غيركم ولا يؤذن في بيوتكم لأحد تكرهونه فان خفتم نشوزهن فعضهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح ولهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف وإنما اخدتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله عز وجل ,من كانت عنده أمانة فليؤدها إلى من ائتمنها عليها , وبسط يده وقال :« ألا هل بلغت ,ألا هل بلغت ثم قال:ليبلغ الشاهد الغائب فانه ربى مبلغ اسعد من سامع»
-شرعت هذه الوثيقة حقوق الإنسان من جميع النواحي القانونية الاقتصادية, السياسية والاجتماعية.

من الناحية القانونية :

أشارت هذه الوثيقة أن الله عز وجل جعل الحق في الحياة من قبيل حقوق الإنسان التي يجب أن لا نتعدى عليه بأي شكل من الأشكال إلا في حدود فريضة الجهاد أو الدفاع الشرعي عن النفس ,العرض, المال لذلك وضعت حدا لعقيدة الثأر التي كانت سائدة آنذاك بين القبائل (حرب البسوس,حرب الداحس والغبراء)وقد بدأ النبي بنفسه وعشيرته حينما تخلى عن ثأره اثرى مقتل ابن عمه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب وهو أول دم لا يجوز الثأر له والاقتتال من اجله ونفسه فعل المشرع الجزائري حيث عاقب كل مرتكب جريمة قتل وفي نفس الوقت شرع أحكاما المتعلقة بالدفاع الشرعي .

من الناحية الاقتصادية

ففي الحقوق الاقتصادية للفرد والجماعة فق نوه النبي الأكرم أن الربا هو مرض العضال والسم القاتل والداء المدوي , أعظم الكبائر والمفاسد التي تخرب الأسر قبل الأوطان فقد أشارت هذه الوثيقة إلى أن الربا محرما تحريما مطلقا بكل أشكاله وأقنعته وتعتبر ظلم للنفس قبل ظلم العباد وأشار إلى ا ن أول ربا يضع هو ربا عمه العباس بن عبد المطلب الذي قضاه الله أن يوضع ,وان كل ربا في الجاهلية موضوع .

من الناحية السياسية :

حذر في هذه الوثيقة من انقسام الأمة إلى شيع يقاتلون بعضهم البعض كما حذر من عقيدة التكفير والتي كانت كلها حقيقة وصوابا حيث انقسمت الأمة منذ اشتعال الفتنة الكبرى ومقتل عثمان بن عفان من تم الزبير بن العوام وطلحة بن عبيدة الله والعشرات من حفظة القرآن الكريم ومقتل علبي بن أبي طالب كرم الله وجهه ومن تم انقسام الأمة إلى سنة وشيعة وخوارج وزوال الخلافة الراشدية وحلت محلها خلافة الملك العضوض الموروث التي بدأت فجرها بالخلافة الأموية فالعباسية فالفاطمية حتى ا لخلافة العثمانية ومن تم إنهاء الخلافة على يد الطور نيون من يهود دونمة التي يقودها مصطفى كمال أتاتورك الذي سلم تركيا المسلمة الى أحضان الغرب اللائيكي , وركز النبي ان الشيطان سوف يركز إستراتيجيته على إشعال الفتن ومنهج التحريج والاقتتال وإعلان الحروب ونشر العداوات والأحقاد.

من الناحية الاجتماعية

عرجت هذه الوثيقة إلى انه

من حقوق النساء:

1-المعاملة الكريمة
2-مسؤولية النفاق
3-الحماية المادية والروحية

ومن حقوق الرجال :

إن يصان عرضهم وفراشهم فلا يجوز للمرأة ان تخونه وان تسمح لأجنبي غير محرم دخول بيته دون إذنه أو دون وجوده,ولا يجوز لها التعدي على حقوقه في الفراش فهو حقه الخاص.ثم ذكر الأكرم عليه أفضل الصلوات والسلام طرق معاملة المرأة الناشز(الزوجة التي تخرج عن سلطة الزوج) أولا موعظتها بالتي هي أحسن فان لم ينفع هجرها في الفراش وسيلة ردعية ثابتة لأنها تشكل عقوبة روحية وجسدية لأنها تقطع أوصال المشاعر المتبادلة فان لم تنفع فالضرب شرط إن يكون غير مبرح يسبب جرح أو عاهة مستديمة أو مؤقتة,كما أشار النبي الأكرم إلى انه من دواعي الإنفاق هي الطعام , الدواء,الملابس وكل ما هو من ضروريات الحياة .
ثم امرالنبي عليه السلام بوجوب تأدية الأمانة أي كان نوعها ,ولما انتهي من إيضاح الواجبات والأوامر والنواهي رفع يديه الشرفتين إلى السماء مبينا للعالمين من الإنس والجن بأنه قد أدى الأمانة وبلغ الرسالة وأتم لهذه الأمة دينها ويأمر بان يبلغ الحاضر الغائب حتى صارت الدعوة والتبليغ فريضة على الأمة وعلى كل مسلم عبرى الأجيال إلى يوم القيامة.

المرجع:

-محاضرة الاستاذ قادة بن استاذ الشريعة الاسلامية بكلية الحقوق سيدي بلعباس

ما أعظم عدلك يا حبيبي يا محمد ألست آنت القائل "عدالة ساعة خير من عبادة سبعين سنة". ما أحوجنا إلى تطبيق هذه الأحكام التي وجدت قبل قرون من اليوم في حين ان المجتمع الدولي ينظم معاهدات واتفاقيات لحماية حقوق الإنسان كإعلان العالمي لحقوق الإنسان 1948 والعهدين الدوليين وما زالت رهينة هذه الإشكالية , ونحن المسلمون نملك أغلى واحكم وثيقة في الوجود نتركها ونسعى وراء أحكام سنها أقوام هم أنفسهم خرقوها .

ما أعظم إنسانية المصطفى صلوا عليه وسلموا تسليم