شاعرنا هو جميل بن عبد الله بن معمر العذري القضاعي
شاعر من عشاق العرب افتتن ببثينة بنت حيان بن ثعلبة العذرية, من فتيات قومه. خطبها إلى أبيها فرده وزوجها من رجل آخر. كان له معها أخبار تناقلها الناس, وقال فيها شعرا يذوب رقة. أكثر شعره في النسيب والغزل والفخر وأقله في المديح. قصد جميل مصر وافدا على عبد العزيز بن مروان ( والد الخليفة عمر بن عبدالعزيز ) فأكرمه عبد العزيز وأمر له بمنزل, فأقام قليلا ومات ودفن في مصر, ولما بلغ بثينة خبر موته حزنت عليه حزنا شديدا وأنشدت:
وإن سـلــوي عـــن جـمـيـل لـسـاعــةمن الدهر ما حانت ولا حان حينها
سـواء علينـا, يـا جميـل بـن معـمـرإذا مــــت بــأســاء الـحـيــاة ولـيـنـهــا
أما هو فقد كان يقول بها :
إذا قـلــتُ: مـــا بـــي يـــا بـثـيـنـة قـاتـلــيمــــن الــوجــد، قــالــت: ثــابـــت ويــزيـــد
وإن قلتُ: ردّي بعض عقلي أعش بهمــع الـنــاس، قـالــت: ذاك مـنــك بـعـيـد
فـــمــــا ذُكــــــــر الــــخــــلان إلا ذكــرتـــهـــاولا الـبـخــل إلا قــلــتُ: ســــوف تــجـــود
إذا فــكــرَتْ قــالــت : قــــد أدركـــــت ودّهومــــــا ضـــرّنـــي بـــخـــلٌ فــفــيــم أجــــــود
علـقـت الـهـوى منـهـا ولـيـدا فـلـم يـــزلإلـــــى الــيـــوم يــنــمــي حــبّــهــا ويـــزيـــد
يـمــوت الـهــوى مـنــي إذا مــــا لقـيـتـهـاويــــحــــيـــــا إذا فـــارقـــتـــهــــا فــــيـــــعـــــود
يـقــولــون جــاهـــد يـــــا جـمــيــل بــغـــزوةوأي جــــــهـــــــاد غــــيـــــرهـــــن أريــــــــــــــد
قصة وطن ضايع